إنعدام الجاذبية .. ونتائجها على الإنسان .
ية السلام عليكم ...
لقد علمنا مسبقا من خلال السنوات الدراسية أو من خلال أي برنامج علمي ..أن إنعدام الجاذبية الأرضية في التجارب الفيزيائية يختلف في حال وجودها ...وأجريت الكثير من التجارب والأبحاث حيال هذا الموضوع ..
لكن..
ما هو تأثير انعدام الجاذبية على الإنسان ؟؟
ما هو تأثيرها حيال فيزيولجية جسده ودورته الدموية إلخ..؟
جئت بالجواب...:
من أهم آثار انعدام الجاذبية على الجسم هو اضطراب حركة جريان الدم. إن الأوعية الدموية في الجزء الأسفل من جسم الانسان (الساق والقدم) هي في العادة مقيدة حتى لا تسمح للدم بالتجمع فيها تحت تأثير الجاذبية، حيث أن الجاذبية تعاكس حركة جريان الدم من الأسفل نحو الأعلى، وبالتالي تقوم هذه الأوعية بدفع الدم نحو الأعلى لمقاومة الجاذبية. في حالة انعدام الجاذبية فإن هذه الآلية لدفع الدم نحو الأعلى ستؤدي إلى تجمع الدم في الجزء الأعلى من الجسم حول القلب وفي الرأس، وهذا يؤثر مباشرة في دورة الدم حيث أن آلية التحكم بحجم الدم في الجسم تعتمد بشكل أساسي على كمية الدم في الرأس، وإن أي تغير في كمية الدم في الرأس ستؤثر على دوران الدم في الجسم ككل. يحدث هذا التغير على الشكل التالي:
بما أن جسم الإنسان قد تطور على سطح الكرة الأرضية وبوجود الجاذبية فعندما يقوم القلب بضخ الدم في الجسم فإنه "يفترض" وجود هذه الجاذبية بشكل دائم، أي أنه مبرمج بحيث يقوم بدفع الدم بضغط عال نحو الأعلى (الرأس) للتغلب على تأثير الجاذبية (وكذلك بضغط منخفض نحو الأسفل). يتخذ الجسم كمية الدم الواصلة إلى الرأس كمعيار لكمية الدم في الجسم ولسلامة الدوران بشكل عام. والآن ماذا يحدث بغياب الجاذبية؟ في هذه الحالة يستمر القلب بضخ الدم نحو الأعلى بقوة ضغط عالية (لأنه "مصمم" على هذا النحو) مما يزيد كمية الدم المتدفقة إلى الرأس، وبما أن كمية الدم الواصلة إلى الرأس هي مقياس لكمية الدم في الجسم فإن الجسم يترجم هذه الزيادة على أنها زيادة عامة في كمية الدم في الجسم ككل، ويقوم بالتالي باتخاذ الخطوات اللازمة لخفض كمية الدم عن مستواها الطبيعي وبالتالي خفض العدد الكلي لكريات الدم الحمراء التي تقوم بنقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم.
والعكس صحيح بالنسبة لكمية الدم الواصلة إلى القدمين: فالقلب يقوم عادة بضخ الدم نحو الأسفل بقوة ضغط منخفضة نظراً لوجود الجاذبية التي تساعد في دفع الدم نحو الأسفل، وبالتالي لا يحتاج القلب إلى قوة ضخ عالية لدفع الدم نحو الأسفل. والآن بغياب الجاذبية يستمر القلب بضخ الدم نحو الأسفل بنفس قوة الضغط المنخفضة التي اعتاد عليها بوجود الجاذبية وبالتالي تنخفض كمية الدم الواصلة إلى الجزء السفلي من الجسم مما يؤدي إلى هزول هذا الجزء من الجسم.
إضافة إلى ذلك يؤدي انعدام الوزن إلى تناقص كتلة العظام في الجسم وكذلك إلى ضعف في عضلات القدم والساق نظراً لتراجع استخدام هذه العضلات في الحركة.